لولا قداسةُ هذه المدينةِ منذ أنْ بُنِيَ فيها المسجدُ الأقصى، لَمَا تعَلَّقتْ بها قُلوبُ المُوَحِّدين عَبْر العصور، وما كان ليَسْكُنها سوى عدد محْدود من الناس، على قَدْرِ مَواردِها المائية الضئيلة فحسب. ولذا تفنَّنَ أسلافُنا في أساليبِ جلْبِ المياهِ وحِفْظِها، وفي إدارةِ شؤونها وتصْريفِها. ومع نُمُوِّ المدينةِ بشَكْلٍ مُتسارعٍ في أواخِر العهدِ العثماني، لمْ تَعُد المصادرُ التقليديّةُ تَكفي لسَدِّ حاجَةِ السكّان، فأصبح تطويرُها يُشكّلُ أولويةً لإدارةِ المدينةِ ولسُكّانِها على حَدٍّ سواء. وسيَجِدُ ...